التعصب الرياضي
في عالم الرياضة هناك ما يسمى بـ " التعصب الرياضي " .. كلمة التعصب مشقتة من العصبية وهي بمعناها الإنحياز لشيء ما والدفاع عنه بطريقة عمياء لاتمت للحقيقة بصلة .. وقد يكون الذي يدافع مثلا عن منظمة رياضية أو نادي لكرة القدم أو غيرها محق فيما يقول لكنك تجد الإندفاع الغير مبرر منه والحماس الطاغي على كلامه وقد تجد هيجان لا منطقي وأنت بدورك تكون مستنكرا لما يقوله وإن كان حقيقة .. في الواقع التعصب يشكل خطرا كبيرا على الرياضة خصوصا كرة القدم .. فقد ولد التعصب الكروي من لعبة كرة القدم وهذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أنه لايوجد تعصب مثلا في لعبة كرة السلة أو كرة اليد لكن في الغالب التعصب يكون في كرة القدم لأنها اللعبة الشعبية الأولى في العالم ..
تأثير التعصب على كرة القدم
التأثير لاشك بأنه كبير وخطير .. ومن وجهة نظري التعصب قد أثر على كلا من :
1- المشجع الكروي
يعتبر المشجع جزء لايتجزأ من كرة القدم .. بل هو عمودها الفقري حيث لا رياضة في عدم وجود مشجعين فهي في النهاية خلقت لهم والمشجع هو ملح كرة القدم
ونحن نعلم التأثير الكبير الذي يطرأه المشجع على اللعبة .. فالمشجع قد تأثر كثيرا بالتعصب الرياضي حتى أنك تواجه صعوبة في وجود مشجع لم يتفشى فيه هذا
الداء الخطير .. أمر خطير ما وصلت إليه حالة المشجع المتعصب حيث انه يتحول إلى إنسان لا تعرفه ربما وأنت صديقه أو صاحبه هذا لأن التعصب قد أعمى قلبه
وبصيرته وأصبح لا يفرق بين صديق أو عدو و بأن هذه اللعبة هي مجرد كرة قدم خلقت للمتعة وللإستمتاع والإستلذاذ بمشاهدتها لكن بصراحة هم ندرة الآن ..
المشجع أصبح كتلة حقد في عالم كرة القدم فهو يدافع عن ناديه أو لاعبه المفضل أو حتى منتخب بلاده بشكل فظ تجعلك لا تفكر في مناقشته حتى .. فالفكر
الرياضي المتعقل والمنطقي يختفي في حضرة مناقشة مشجع متعصب يحسب بأن ناديه أو غيره هو الأفضل وهو مستعد بأن يحارب كل رأيه يقول عكس ما يؤمن به
لأنه ببساطة التعصب أعمى قلبه وبصيرته فأصبح لا يتقبل أي رأي يخالفه بل بالعكس يحاول خلق أسباب قد لا يجدها الكثير منطقية لدعم رأيه .. إن التعصب يودي
بمشجع كرة القدم إلى التهلكة فكم من صحبة مجتمعة تفرقت بسبب " جلد مدور "
2- لاعب كرة القدم
إن لاعب كرة القدم في الوقت الحالي هو عبارة عن " لاعب محترف " .. ولكن مع ذلك ، الاعب تجده في بعض المواقف يكشف عن تعصبه بشكل أو بآخر ..
إما من خلال تصريح له ضد الفريق المنافس أو من خلال موقف في أثناء سير المباراة .. بعض الاعبين يستخدمون الخشونة ضد الفريق الآخر بحجة أنه
الخصم الكبير لفريقه أو في مصطلحات كرة القدم مايسمى بـ " الغريم التقليدي " وهو منتشر في كل بلدان العالم فتجد في كل بلد مثلا فريقان مميزان لكن بينهما
احتكاك كبير على جميع المستويات وتنافس محتدم فترى بأن محاولة التفوق على الآخر تخلق جو مشحون كرويا وبالتالي ينقلب هذا الأمر إلى تعصب ..
في النهاية يبقى الاعب هو الضحية لأنه سيسقط في الفخ فتراه يتشنج أو يغضب في مباريات تجمعهم بالفريق المنافس ولكن بعض الاعبين يتمتع
بالأخلاق العالية وهم كثر ..
إن التعصب بكافة أشكاله وألوانه هو خطر كبير على كرة القدم .. فالتعصب منتشر في جميع بلدان العالم التي تكون فيها كرة القدم حاضرة بقوة .. وطبعا هي بلدان كثر على ماتتمتع به هذه اللعبة من شعبية كبيرة في أصقاع وأرجاء العالم .. التعصب هو داء قاتل عجز الكثيرون على إيجاد دواء يساعد على التقليل من هذا الداء أو محوه .. ولكن لنكن منطقيين نوعا ما .. لا يمكن بان تقتل هذه الظاهرة في كرة القدم .. فقد تفشت كداء عضال يصعب علاجه لكننا بالتأكيد سنحاول أن نقلل من خطورته .. إن التعصب فقد أثر بشكل كبير على المشجعين والاعبين وإداريي الأندية وبالتالي على كرة القدم التي نشاهدها .. حروب داخل وخارج المستطيل الأخضر عكست منظر غير حضاري لهذه اللعبة التي هي بالأساس هدفها شريف وكبير .. الهدف يكمن في ربط الأمم في العالم عن طريق كرة القدم .. ولكن يبدو بأننا فشلنا في تحقيق هذا الهدف لعوامل عددية وكثيرة جدا ..